فصل: (سورة التوبة: آية 76)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.البلاغة:

تأكيد المدح بما يشبه الذم: في قوله تعالى: {وَما نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْناهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ} ففيه تهكم وتأكيد الشيء بخلافه، كقوله:
ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم

البيت. والمقصود وما نقموا الإيمان لأجل شيء إلا لإغناء اللّه تعالى إياهم.

.الفوائد:

ورد في هذه الآية قوله تعالى: {وَما لَهُمْ فِي الْأَرْضِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ} ونحن هنا بخصوص (من) حيث وردت زائدة، والاسم بعدها (ولي) مجرور لفظا مرفوع محلا على أنه مبتدأ مؤخر، وسنبيّن فيما يلي بعض أحكام (من) الزائدة:
1- هناك ثلاثة شروط لزيادتها:
آ- أن يتقدمها نفي أو نهي أو استفهام بهل، مثل قوله تعالى: {وَما تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُها} {ما تَرى فِي خَلْقِ الرَّحْمنِ مِنْ تَفاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرى مِنْ فُطُورٍ}.
ب- تنكير مجرورها كما ورد في الأمثلة السابقة.
ج- ومجرورها يقع في محلّ رفع فاعل، أو نصب مفعول به، أو مبتدأ.
2- القياس أنها لا تزاد في ثاني مفعولي ظن، ولا ثالث مفعولات أعلم، لأنهما في الأصل خبر، وهي تدخل على المبتدأ كما علمنا.

.[سورة التوبة: آية 75]

{وَمِنْهُمْ مَنْ عاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتانا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ (75)}

.الإعراب:

(الواو) استئنافيّة (من) حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر مقدّم، (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر (عاهد) فعل ماض، والفاعل هو وهو العائد (اللّه) لفظ الجلالة مفعول به منصوب (اللام) موطئة للقسم (إن) حرف شرط جازم (آتى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف في محلّ جزم فعل الشرط و(نا) ضمير متصل في محلّ نصب مفعول به والفاعل هو (من فضل) جارّ ومجرور متعلّق بـ(آتى)، و(الهاء) ضمير مضاف إليه (اللام) لام القسم (نصدّقنّ) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع و(النون) نون التوكيد، والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن (الواو) عاطفة (لنكوننّ) مثل لنصدّقنّ وهو ناقص، واسمه ضمير مستتر تقديره نحن (من الصالحين) جارّ ومجرور متعلّق بخبر نكوننّ، وعلامة الجرّ الياء.
وجملة: {منهم من...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {عاهد...} لا محلّ لها صلة الموصول (من).
وجملة: {إن آتانا...} لا محلّ لها تفسير لمعنى عهد اللّه.
وجملة: {نصدّقنّ...} لا محلّ لها جواب القسم.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم.
وجملة: {نكوننّ} لا محلّ لها معطوفة على جملة نصدّقنّ.

.الصرف:

{نصدّقنّ}، فيه إدغام تاء التفعّل في الصاد، وأصله نتصدقنّ، وزنه نتفعّلن.

.[سورة التوبة: آية 76]

{فَلَمَّا آتاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ (76)}

.الإعراب:

(الفاء) عاطفة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط (آتاهم من فضله) مثل آتانا من فضله، (بخلوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ والواو فاعل (الباء) حرف جرّ و(الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ(بخلوا)، (الواو) عاطفة (تولّوا) ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين والواو فاعل (الواو) حاليّة (هم) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (معرضون) خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو.
جملة: {أتاهم} في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: {بخلوا} لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: {تولّوا...} لا محلّ لها معطوفة على جملة بخلوا.
وجملة: {هم معرضون} في محلّ نصب حال.

.الفوائد:

قصة ثعلبة:
اسمه ثعلبة بن حاطب، وقد أورد المفسرون قصته، ومفادها:
أنه كان رجلا فقيرا، وكان لا يبرح المسجد حتى لقب بحمامة المسجد، وكان يقول لرسول اللّه صلى الله عليه وسلم: ادع اللّه أن يرزقني مالا، ولئن رزقني لأعطينّ كل ذي حق حقه، فكان يقول له رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: أما ترضى أن تكون مثلي، والذي نفسي بيده، لو شئت أن تسير معي الجبال ذهبا وفضة لسارت. ثم سأله فقال له: ويحك يا ثعلبة قليل تؤدي شكره خير من كثير لا تطيقه فألح على النبي صلى الله عليه وسلم فدعا له فقال اللهم ارزق ثعلبة مالا، فاتخذ غنما فنمت بسرعة كما ينمو الدود، فضاقت عليه المدينة فتنحى، فنزل واديا من أوديتها حتى جعل يصلي الظهر والعصر في جماعة ويترك ما سواهما، وكثرت فتنحى حتى ترك الصلوات إلا الجمعة، وهي تنمو كما ينمو الدود، حتى ترك الجمعة، فقال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم ما فعل ثعلبة؟ فأخبروه، فقال: يا ويح ثعلبة. وأنزل اللّه جل ثناؤه {خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِها} فبعث رسول اللّه صلى الله عليه وسلم رجلين لجباية الزكاة وقال لهما: مرّا بثعلبة وبفلان السلمي. فخرجا حتى أتيا ثعلبة فأقرآه كتاب رسول اللّه صلى الله عليه وسلم وسألاه الصدقة، فقال: ما هذه إلا جزية، ما هذه إلا أخت الجزية، ما هذا؟
انطلقا حتى تفرغا، ثم مرّا علي. فرجعا إليه، فقال مثل مقالته الأولى، فلما أتيا النبي صلّى اللّه عليه وسلّم قال لهما: يا ويح ثعلبة قبل أن يكلمهما، ودعا للسلمي بالبركة، لأنه {أعطى واتقى وصدّق بالحسنى} فأخبراه بالذي صنع ثعلبة والسلمي، فأنزل اللّه عز وجل هذه الآية ولم يقبل منه رسول اللّه صلى الله عليه وسلم ولا الخلفاء من بعده الصدقة، حتى توفي في خلافة عثمان رضي اللّه عنه.

.[سورة التوبة: آية 77]

{فَأَعْقَبَهُمْ نِفاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِما أَخْلَفُوا اللَّهَ ما وَعَدُوهُ وَبِما كانُوا يَكْذِبُونَ (77)}

.الإعراب:

(الفاء) عاطفة (أعقب) فعل ماض و(هم) ضمير مفعول به، والفاعل هو أي اللّه، (نفاقا) مفعول به ثان منصوب (في قلوب) جارّ ومجرور نعت لـ (نفاقا)، و(هم) مضاف إليه (إلى يوم) جارّ ومجرور متعلّق بنعت ثان لـ (نفاقا) أي متّصل، (يلقون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل و(الهاء) ضمير مفعول به (الباء) حرف جرّ (ما) حرف مصدريّ (أخلفوا) فعل ماض وفاعله (اللّه) لفظ الجلالة مفعول به منصوب (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به ثان (وعدوا) مثل أخلفوا و(الهاء) ضمير مفعول به.
والمصدر المؤوّل (ما أخلفوا) في محلّ جرّ بالباء- وهي للسببيّة- متعلّق بـ(أعقبهم).
(الواو) عاطفة (بما كانوا) مثل بما أخلفوا.. والواو اسم الفعل الناقص (يكذبون) مثل يلقون.
والمصدر المؤوّل (ما كانوا...) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بما تعلّق به المصدر الأول فهو معطوف عليه.
جملة: {أعقبهم...} لا محلّ لها معطوفة على جملة بخلوا أو تولّوا عطف المسبّب على السبب.
وجملة: {يلقونه} في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: {أخلفوا} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما).
وجملة: {وعدوه} لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: {كانوا...} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) الثاني.
وجملة: {يكذبون} في محلّ نصب خبر (كانوا).

.الصرف:

(نفاقا)، مصدر سماعي لفعل نافق الرباعيّ وزنه فعال بكسر الفاء أما القياسيّ فهو المنافقة.

.[سورة التوبة: آية 78]

{أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْواهُمْ وَأَنَّ اللَّهَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ (78)}

.الإعراب:

(الهمزة) للاستفهام التوبيخيّ التقريعيّ (لم) حرف نفي وجزم (يعلموا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون والواو فاعل (أنّ) حرف مشبّه بالفعل. ناسخ- (اللّه) لفظ الجلالة اسم أنّ منصوب (يعلم) مضارع مرفوع والفاعل هو (سرّ) مفعول به منصوب و(هم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (نجواهم) معطوفة على سرّهم منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف (الواو) عاطفة (أنّ اللّه) مثل الأول (علّام) خبر أنّ مرفوع (الغيوب) مضاف إليه مجرور.
والمصدر المؤوّل (أنّ اللّه يعلم) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي يعلموا.
والمصدر المؤوّل (أنّ اللّه علّام..) في محلّ نصب معطوف على المصدر المؤوّل الأول عطف تعليل أي ولأنّ اللّه.
وجملة: {لم يعلموا...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {يعلم...} في محلّ رفع خبر أنّ.

.[سورة التوبة: آية 79]

{الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقاتِ وَالَّذِينَ لا يَجِدُونَ إِلاَّ جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (79)}

.الإعراب:

(الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ، {يلمزون} مضارع مرفوع.. والواو فاعل {المطّوّعين} مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء {من المؤمنين} جارّ ومجرور حال من المطّوّعين {في الصدقات} جارّ ومجرور متعلّق بـ {يلمزون} على حذف مضاف أي في دفع الصدقات (الواو) عاطفة {الذين} معطوف على المطّوّعين في محلّ نصب {لا} نافية {يجدون} مثل يلمزون {إلّا} أداة حصر (جهد) مفعول به منصوب و(هم) ضمير مضاف إليه (الفاء) عاطفة (يسخرون) مثل يلمزون (من) حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ {يسخرون}، {سخر} فعل ماض {اللّه} لفظ الجلالة فاعل مرفوع {منهم} مثل الأول متعلّق بـ {سخر} و(الواو) عاطفة {لهم} مثل منهم متعلّق بمحذوف خبر مقدّم {عذاب} مبتدأ مؤخّر مرفوع {أليم} نعت لعذاب مرفوع.
وجملة: {الذين يلمزون...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {يلمزون...} لا محلّ لها صلة الموصول {الذين}.
وجملة: {لا يجدون...} لا محلّ لها صلة الموصول {الذين} الثاني.
وجملة: {يسخرون منهم} لا محلّ لها معطوفة على جملة يلمزون.
وجملة: {سخر اللّه منهم...} في محلّ رفع خبر المبتدأ {الذين يلمزون}.
وجملة: {لهم عذاب...} في محلّ رفع معطوفة على جملة الخبر.

.الصرف:

{المطّوّعين}، جمع المطّوّع، اسم فاعل من الخماسيّ تطوّع.. فيه إبدال تاء التفعّل طاء وأصله المتطوّع، وزنه متفعّل بضمّ الميم وكسر العين.